يجب تحقيق تغيير في الفكر والتحول من عقلية الاستهلاك إلى عقلية الإنتاج. يجب فهم الأساسيات ومن الأساسيات يتم البدء بانتاج تقنية وبشكل تدريجي يتم تشكيل هوية تقنية عربية مستقلة وقادرة على التكيف مع التحولات السياسية والتقنية.
في عالم التكنولوجيا وتطوير البرمجيات، يعيش الفرد تجربة متناقضة بين الرغبة في التقدم والتعلم المستمر وبين الشعور بعدم الثقة نتيجة لارتكاب الأخطاء المستمرة. رغم أننا ندرك أن التقدم يأتي مع مشاكله وأخطائه. يجب أن نتقبل ونتسامح مع الأخطاء الواردة في عملية التعلم والتطوير. فمثل هذه الأخطاء هي طبيعية ولا يمكن تفاديها بشكل كامل. فمهما اقترب الإنسان من الكمال، لابد أن يكون هنالك نسبة من الخطأ في العمل.
منذ فترة شاهدت فيديوهات حول قصة تطوير بعض الأقسام من كود ووردبريس (برمجية مفتوحة المصدر). تحكي هذه القصة عن كمية الأخطاء التي حدثت، وتظهر أن الحلول لا تأتي بشكل فوري ولكن يجب أن تكون هنالك استمرارية في التطوير من القيام بعمليات مستمرة من التجربة والخطأ.
يجب على الإنسان مواجهة المشاكل بشكل طبيعي، دون الوقوع في حكم زائد على الموقف. لابد من العودة إلى الأساس والتركيز على إنتاج أمور مفيدة بدلاً من الاتكال على الحلول الجاهزة المغلقة.
العودة إلى استخدام البرمجيات المفتوحة المصدر أو تطوير برمجيات مفتوحة المصدر سيكون بداية جيدة ومهمة للبدء بعمل برمجي مستقل عن الحلول التقنية الأجنبية الشائعة.
يجب أن يبدأ العمل باتاحته للجميع ومشاركة المعرفة والخبرة مع المجتمع حتى يساهم الجميع بإيجاد الاخطاء ومحاولة تطوير حلول أفضل وأكثر كفاءة وفعالية.
تفضل أغلب المؤسسات والمنظمات أو حتى الأشخاص في عالمنا العربي استخدام حلول برمجية أجنبية متكاملة، لأنها تخاف من الاتكال على حلول مفتوحة المصدر قد يكون فيها نسبة أعلى من الخطأ. نحن فعلياً نخشى أن نستخدم شيء فيه نسبة من الخطأ، وليس لدينا ثقة بأنفسنا لحل مثل هذه الأخطاء والقيام بمساهمات التطوير.
يجب تجاوز هذا الخوف، وبناء ثقتنا بأنفسنا وقدراتنا من جديد بالعودة إلى الأساسيات. يجب علينا أن نسأل حول الأساسيات مجدداً. يجب أن نسأل كيف يمكن أن نحل هذه المشكلة، بدلاً من السؤال حول التقنية الأجنبية التي تساعدنا بهذا الموضوع. يجب أن نعرف أن لدينا من القدرات للتفكير والسؤال ما يكفي للبدء بإنتاج تقنيات مفتوحة المصدر عربية الهوية مستقلة عن أي جهة أجنبية وستكون متاحة لجميع العرب حتى مع التغييرات السياسية التي قد تحدث وتؤثر في حظر ومنع بعض التقنيات الأجنبية عنا.
باختصار: يجب تحقيق تغيير في الفكر والتحول من عقلية الاستهلاك إلى عقلية الإنتاج. يجب فهم الأساسيات ومن الأساسيات يتم البدء بانتاج تقنية وبشكل تدريجي يتم تشكيل هوية تقنية عربية مستقلة وقادرة على التكيف مع التحولات السياسية والتقنية.